طفلة / موضوع رائع الله يعطيك العافية ...
\
الشاعرة / موضي بنت سعد بن شارخ (الملقب بالدهلاوي)
عاشت موضي في حقبة شهدت خلالها منطقة وسط شبه الجزيرة العربية تغييرات سياسية ودينية حاسمة، تمثلت في تنامي قوة الدولة السعودية الأولى، وانتشار الدعوة السلفية، وما أدى إليه ذلك من صراع مع القوى المناوئة لهما.
ففيما يخص أسرتها نجد أن والدها سعد بن عبد الله بن شارخ الدهلاوي ينتمي لقبيلة العجمان، وقد تولى إمارة الرس في الفترة من 1180- 1230هـ/ 1766-1815 م مثل أسلافه الذين حكموها في القرنين الثاني عشر وأوائل الثالث عشر الهجريين .
وإضافة إلى المكانة الأسرية المرموقة لموضي ، فقد تميزت بصفات من بينها الجمال والذكاء والشجاعة، وهي صفات إيجابية جعلتها تحظى بمكانة عالية عند البادية والحاضرة، مما دفع بكثير من شيوخ القبائل في تلك الفترة إلى الرغبة في الزواج منها، اختارت من بينهم جديع بن منديل بن هذال العنزي الذي يعد من أشهر زعماء قبيلة عنزة، ومن الفرسان المعدودين في نجد في عصره، وكان زواجها منه نزولا عند رغبتها رغم معارضة أهلها وترددهم في قبوله .
كانت موضي تحب زوجها جدبع حب غير طبيعي ولاتقوى علي فراقه وتشتاق له
عند سفره كثير الشوق .
سمعت موضي مرة أن زوجها جديّع بن منديل بن هـذال جرح في ساقه في احدى المعارك فقالت فيه:
يا راكب اللي حداها اشهب هـلال //ايضا ولا فوقهْ رديف(ن) محنهـا
اقطع لها من غابة اللوز محجـان // واستدْنها باللايـذة مـن ثفنهـا
اول نهارك خلهـا بـس ذومـال // وتالي النهار تطيّر الربـح عنهـا
ملفاك بيت صويحبي زين الامثال // لا جيت ابن هذال ثم فـك عنهـا
تلقى فطورك سحّة(ن) عقب فنجال // وحايل ثمان سنين يندي صحنهـا
يا ليت همّك ينقسم بيـن الانـذال // يا رب رجْل صويحبي عفّ عنهـا
ويقال ان في إحدى سفراته قالت قصيده تناقلها الناس تحثه فيها على العوده للرس
لشوقها له ومنها هذه الابيات :
يالله ياموصـل غريـب بـلاده // يامجري سفن البحر فوق الامواج
تريح قلبي فـي مضنـه فـؤاده // ان كان ماطاوع بنا كل هـراج
امي توصينـي تقـول الجـلاده // وقلبي الي جا طاري البدو ينفاج
قل لابن وايل كـان وده مـراده // القيظ زل وباقي الوسـم لعـاج
حطيت لك ريش النعايم وسـاده // والقلب لك يافارس الخيل مسهاج
ولما اشتهرت القصيده بين الناس أحس جديع بالاحراج وازعجته القصيده لان الناس رددوها على لسان زوجته . وكان بدويا ..متحفضا ..فلم يطق هذا الأمر .. وطلقها قائلاً :
يا راكـب حيـل ٍ الـى لجلجنـي // عوص لهن مع نازح البيد مرمـال
الى مشـن مديدهـن مـا يونـي // لكن حاديهـن مـع الـدو خيـال
مدن من الانجـاج حيـن انهلنـي // والظهر عند صخيف اللون مقيـال
والعصر عند صويحبـي بركنـي // أبـو ثمـان كنهـن در الاجهـال
لاجيت موضي يامنـاي ومظنـي // وصل سلامي لبنت ماضين الافعال
وقله تراها طالـق الحبـل منـي // اللي قصيده يلعبـه كـل رجـال
ولما وصل لها هذا الأمر أجابته بالأبيات التاليه :
حي الجـواب وحـي منهـو جوابـه // ياشيخ يـا مكـدي غثيثيـن الاجنـاب
يـا شيـخ والله مـا مشيـت بمعابـه // ولا خايلت عيني علـى كـل نصـاب
وأن كان قولـي فيـك كلـن حكابـه // عرضي نزيه ولا حكى فيـه هـزاب
ارجيـك رجـوى الباديـة للسحابـه // وجازيتني في كلمـة ٍ مالهـا أسبـاب
هذا النصيب وما بغـى الـرب جابـه // وان صك باب العبد عنده مية باب
لكنـــه احس بندم والتسرع وحاو أن يعيدها الا انها رفضت العوده فقالت:
جديـع يومنـه بغانـي بغيتـه // ما طمحوني عنه كثر العشاشيق
واليوم يومنـه رمانـي رميتـه // رمية وضيحيٍ رمـوه التفافيـق
جديع أنا حرمت مسكـان بيتـه // الا مغيب الشمس يرجع لتشريق
ولا أن صوت الحي يوحيه ميته // أو ينبلع سم الحيايا على الريـق
عسى يجيني شيخ ٍ يسمع بصيته // سنافي ويعطي من طوال السماحيق