[frame="1 10"]
{1} أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت، تخريج أحاديث الإحياء العراقي
{2} أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت
{3} عَنْ ثوبانَ: أَبُو نعيم، وبمعنى قريب لأبي ذر وأبي بكر
الإصلاح هو الغاية من إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إلينا، فالغاية من رسالته صلى الله عليه وسلم كانت إصلاح وتربية المجتمع بأسره بإصلاح قلوب أهله، ليخرج أفراده لإصلاح الوجود كله ولذلك سنعرج سريعاً وننتناول نماذج من تربيته صلى الله عليه وسلم الإيمانية للأمة،كيف كان يصلح أصحابه بتربيتهم التربية الإيمانية، وتربيته صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام من الرجال ومن النساء، ثمَّ تربيته صلى الله عليه وسلم للشباب بكل أعمارهم
حرص النَّبِي صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه على مكارم الأخلاق، وعلى شريف الخصال، وعلى عزيز الطباع، ليصلح قلوبهم ويصيروا في هديهم وفى سمتهم وفي سلوكهم صورة طيبة لما يدعو إليه هذا الدين، وكان يتابع أصحابه على هذا النهج القويم، وإليكم الإشارة بمثال واحد حتى لانطيل :
فهذا صِدِّيقُهُ وصفيُّه أبو بكر رضي الله عنه، كيف كان يربيه على مكارم الأخلاق؟ ويتابعه ليُزَكِّي نفسه، وتنطبع روحه عليها في كل وقت وحين، وقد ورد: {أن رجلا سبَّ أبا بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم والنبي جالسٌ لا يقول شيئاً، فلمَّا سكت؛ ذهب أبو بكر يتكلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعه أبو بكر فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يسبُّني وأنت جالسٌ فلما ذهبت أتكلم قمت، قال صلى الله عليه وسلم: إن الملك كان يردٌّ عنك، فلما تكلَّمت ذهب الملك ووقع الشيطان، فكرهت أن أجلس}{1}
بل أكثر من ذلك، أنَّه لمَّا خرج مع أصحابه في عام الحديبية ناوياَ العمرة إلى بيت الله الحرام، وحمل أبو بكر متاعه ومتاع النبي صلى الله عليه وسلم على جمل، وكلَّف به عبداً من عبيده وحده، حرصاً على زاد النبي وزاده معه. وفى الطريق شرد الجمل، وعند منزل ما، طلب أبو بكر من الغلام شيئاً من الطعام، فعلم أن الجمل ضاع منه، ولا أمل في عودته، فانفعل الصديق وأخذ يسبُّه ويضربه، وإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول له: {يا أبا بكر أصديقين ولعانين كلا وربِّ الكعبة - مرتين أو ثلاثا}{2}
يعني: أنت في مقام الصديقية العظيم بعد مقام النبوة؛ إذاً لا تسب ولا تلعن، لإن هذا لا يليق بأخلاق الصديقين الذين أنعم الله عليهم مع النبيين والشهداء والصالحين
بل إنه صلى الله عليه وسلم في تربيته له حثَّه على مقام أعلى لينال منزلة أرقى عند الله، وعاهده صلى الله عليه وسلم على هذا وكذلك نفراً من أصحابه كأبي ذر وثوبان، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: {مَنْ يَضْمَنْ لِي خُلَّةً، وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ ؟ قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لاَ تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئَاً}{3}
أى لا تسأل إلا الله، فكان رضي الله عنه يركب أحياناً في أسفاره، فيسقط حبل ناقته، فينزل ويأخذه بيده ثم يعاود الركوب، وكان ذلك وهو خليفة للمسلمين، فقالوا له: ياخليفة رسول الله، إنا نكفيك هذا، فيقول: {قد علمت هذا ولكن حبيبى صلى الله عليه وسلم أوصانى ألا أسأل الناس شيئاً}.
هكذا كانت تربية النَّبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه التربية الإيمانية المتكاملة، على مكارم الأخلاق، وشملت هذه التربية الرجال والنساء، والشباب والفتيات، والصبيان والغلمان لأن هذا كان الأمر المكلف به من الله نحو خلق الله أجمعين من العالمين.وسنفصل قليلاً من تربيته صلى الله عليه وسلم للنساء وللشباب.
حرص النَّبِي صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه على مكارم الأخلاق، وعلى شريف الخصال، وعلى عزيز الطباع، ليصلح قلوبهم ويصيروا في هديهم وفى سمتهم وفي سلوكهم صورة طيبة لما يدعو إليه هذا الدين، وكان يتابع أصحابه على هذا النهج القويم، وإليكم الإشارة بمثال واحد حتى لانطيل :
فهذا صِدِّيقُهُ وصفيُّه أبو بكر رضي الله عنه، كيف كان يربيه على مكارم الأخلاق؟ ويتابعه ليُزَكِّي نفسه، وتنطبع روحه عليها في كل وقت وحين، وقد ورد: {أن رجلا سبَّ أبا بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم والنبي جالسٌ لا يقول شيئاً، فلمَّا سكت؛ ذهب أبو بكر يتكلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعه أبو بكر فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يسبُّني وأنت جالسٌ فلما ذهبت أتكلم قمت، قال صلى الله عليه وسلم: إن الملك كان يردٌّ عنك، فلما تكلَّمت ذهب الملك ووقع الشيطان، فكرهت أن أجلس}{1}
بل أكثر من ذلك، أنَّه لمَّا خرج مع أصحابه في عام الحديبية ناوياَ العمرة إلى بيت الله الحرام، وحمل أبو بكر متاعه ومتاع النبي صلى الله عليه وسلم على جمل، وكلَّف به عبداً من عبيده وحده، حرصاً على زاد النبي وزاده معه. وفى الطريق شرد الجمل، وعند منزل ما، طلب أبو بكر من الغلام شيئاً من الطعام، فعلم أن الجمل ضاع منه، ولا أمل في عودته، فانفعل الصديق وأخذ يسبُّه ويضربه، وإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول له: {يا أبا بكر أصديقين ولعانين كلا وربِّ الكعبة - مرتين أو ثلاثا}{2}
يعني: أنت في مقام الصديقية العظيم بعد مقام النبوة؛ إذاً لا تسب ولا تلعن، لإن هذا لا يليق بأخلاق الصديقين الذين أنعم الله عليهم مع النبيين والشهداء والصالحين
بل إنه صلى الله عليه وسلم في تربيته له حثَّه على مقام أعلى لينال منزلة أرقى عند الله، وعاهده صلى الله عليه وسلم على هذا وكذلك نفراً من أصحابه كأبي ذر وثوبان، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: {مَنْ يَضْمَنْ لِي خُلَّةً، وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ ؟ قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لاَ تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئَاً}{3}
أى لا تسأل إلا الله، فكان رضي الله عنه يركب أحياناً في أسفاره، فيسقط حبل ناقته، فينزل ويأخذه بيده ثم يعاود الركوب، وكان ذلك وهو خليفة للمسلمين، فقالوا له: ياخليفة رسول الله، إنا نكفيك هذا، فيقول: {قد علمت هذا ولكن حبيبى صلى الله عليه وسلم أوصانى ألا أسأل الناس شيئاً}.
هكذا كانت تربية النَّبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه التربية الإيمانية المتكاملة، على مكارم الأخلاق، وشملت هذه التربية الرجال والنساء، والشباب والفتيات، والصبيان والغلمان لأن هذا كان الأمر المكلف به من الله نحو خلق الله أجمعين من العالمين.وسنفصل قليلاً من تربيته صلى الله عليه وسلم للنساء وللشباب.
{1} أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت، تخريج أحاديث الإحياء العراقي
{2} أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت
{3} عَنْ ثوبانَ: أَبُو نعيم، وبمعنى قريب لأبي ذر وأبي بكر
[/frame]