حوار عبدالرحمن الحمدان " فوآصل "
(2)
* معود لقصائدك فنجد ان( هم ) قصيدة الكلاسيكية الجديده , ( ناقش الحنا ) ذات الاسلوب الكلاسيكي القديم , ( المسافة ) كلمات تجديدية بحته
, و هذه القصائد كتبتها في فترات متقاربه , فكيف تفسر هذا التباين؟
- اعمل دوماَ على ان اهرب من المسارات المحدده مسبقاً , و اخرج من الخطوط المعدة سلفاً , و احاول الابتعاد قدر المستطاع عن النمطية في الكتابة الشعرية ,
و الانفلات من مسارها , بطرح مسارات جديده , و خطوط متنوعة , قمت بإعمال الابتكار
فيها وفق مخيلتي و تأملاتي و افكاري , فأصبحت تحمل انفاسي و ملامحي و محنتي , فتلك الاعمال اللتي ذكرت تجد اعماقها ( بدربن عبدالمحسن )
و هذا على الاقل ما اشعر به , تجمعها رابطة الدم ذي الفصيلة الواحده , و لكن اشباهها متنوعة ,
اختلافات و تنوع اساسه النهائي الانسجام والتجالس.
عندما اكتب ( ناقش الحنا ) فلا يقال ان بدر يشبه ابراهيم خفاجي , او عندما اكتب ( ارفض المسافة ) فلا يمكن ان يقال
ان بدر كتب شيم طابقاَ لما كتبه فايق عبدالجليل و هكذا , فطالما انها لا تشبه احداً فهي لبدر بن عبدالمحسن.
* هناك ارى ان وصف " موريس بلانشو " للكتابه بأنها " الهد بحثاً عن الجوهر الضائع هدم يقضي الى عالم ماحلمي او متخيل او
عاطفي " ينطبق عليك الى حد بعيد , نظير نزعتك التدميرية والتفويضية للبناءات الفنية في القصيدة التقليدية , من اجل ابكار
و خلق هندسة بناء اتفنية جديدة في القصيدة العصرية , تندمج فيها الفكرة و الصورة و الحدس و اللغة في
الهيئة و التركيب , في الشكل و المضمون ؟
-(متدخلاً بهدوؤ ) دعني اقل لك بأن نزعتي ليست تميرية بل انها نزعه تمريه اكثر من ان تكون شيئاً اخر ,
و سأبسط هنا المسألة , فمدينة الشعر ,لا احبذ ان اكون ساكناً في اعماقها , بل انني احب السكنى في ضواحيها ,
و ليس هذا كرهاً فيها بقدر ما يكون انعتاقاً من اكتظاظ السكان و الابتعاد عن سطوة و جبروت اجواء المدينة و اهلها ,
وبالاخص الاموات منهم , و هو مبداء شعري مسالم .
و نزعتي التمردية هذه مزيج من البداوة و التجضر , التنقل و الاستقرار , الارتحال و التوطن
, مولع بتشييد مبانٍ جديده في الضواحي , و ما ان تتحول تلك الضاحية الي مدينه مهما صغرت او كبرت و يكثر فيها الجيران ,
حتى ارتحل مواصلاً البحث عن ضاحية جديده وخالية على ضفاف المينة ,
لا ابتعد نائياَ عن مدينة الشعر لاني استوحش , و اشعر بالطمأنينة بجوار المدينة , و ارجو ان لا اكون جداراً فيها .
هذه التمردية لتشييد بناءات , تتمز عن ما بداخل و خارج المدينة ة تعطي طابعاً من الاختلاف و التميز الهادف تكاد تكون مدينة متواضعه تشبهني تتناثر على ضفاف المدينة , و سأظل اتمرد على غيري و غلى نفسي ما امكنني ذلك ( فيالشعر)